كيف وقع الشرك في قوم نوح

TELEGRAM
0/5 الأصوات: 0
الإبلاغ عن هذا التطبيق

وصف

كيف وقع الشرك في قوم نوح كان جميع الخَلْقِ موحدين بالله الذي لا إله غيره منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام، حتى بدأ الشِرْك في قوم نوح، لذا بعث الله سبحانه وتعالى نبيه نوح وبعده من الرسل، حتى يُبَيِّنُوا لهم ما وقعوا فيه، وهو الشرك الذي يُعْتَبر عبادة غير الله، ومنذ بَدَأَ الله الخلق وهم موحدين بالله الواحد الأحد، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى” كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين”، وبعد ذلك وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام، وكانوا يعبدون غير الله من الأصنام وهذا شرك بالله، حيث إنهم بنوا المساجد على قبور الصالحين، حتى يُصَوّرُوا حالهم بعد الموت ويقتدوا بهم؛ وبعد مرور الزمان قاموا بعمل أجسام على صور هؤلاء الموتى، إلى أن أصبحت أصنام، وقاموا بعبادتهم، وأطلقوا أسماء الصالحين على هذه الأصنام حتى يدعو بها، لذلك بعث الله لهم نبي الله نوح حتى يأمرهم بالتوحيد بالله الذي لا شريك له بعد زيادة الأمر من الشرك، وسوف نتحدث في هذا المقال كيف وقع الشرك في قوم نوح.

كيف وقع الشرك في قوم نوح:

وقع الشرك في قوم نوح بداية من عبادة غير الله، فقد كانوا يعبدون الأصنام التي كان أساسها تجسيدا للصالحين بعد وفاتهم، وسموا هذه الأصنام بأسماء الصالحين وهم كالآتي ( يغوث، يعوق، نسرا، سواعا، ودا)، وهذه كانت أسماء أولئك الصالحين الذين قاموا بتصوير أجسادهم حتى يتذكروها بعد وفاتهم، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الأجساد التي هي عبارة عن أصنام يعبدونها دائماً، ومن هنا بدأ الشرك بسبب عبادة الأصنام، فعندما زاد هذا الشرك بعث لهم الله سبحانه وتعالى نبي الله نوح حتى يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له فقال لهم كما ورد في القرآن الكريم “يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم”، ومعنى هذه الآية الكريمة بأنه يحسبهم على عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ولا يعبدون إله غيره، فإذا لقوا الله وهم مشركون به يتعرضون للعذاب يوم القيامة، ومن السنة النبوية، أنه قد ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما ذكرت عنده أم سلمة وأم حبيبة تلك الكنيسة التي رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية، فذكرت من حسنها وتصاوير فيها، قال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا صوره في تلك الصورة، وعلى شرار الخلق عند الله عز وجل)، كان يقصد قوم نوح عندما كانوا يبنوا المساجد على قبور الصالحين ويصوروا فيها هذه الصور ليعبدوها.

 

مدخل الشرك في قوم نوح:

يعتبر المدخل الذي دخل به الشيطان الشرك لقوم نوح هو الغلو فهو المدخل الأساسي للشرك، والغُلُوِّ يعني مجاوزة الحد، فقد تكون هذه المجاوزات أما في العبادة والتوحيد بالله أو التقصير في العمل أو الثناء، ولكن قد كان غلوا قوم نوح في الصالحين الأموات، فقال ما مات منهم رجل صالح أرادو تقديره فكانوا يقوموا ببناء نصاباً تذكارية، حتى تذكرهم بهذه الأموات، وهذا من حبهم الشديد لهؤلاء الصالحين، وفي البداية كانوا يصورون تلك الصور والنصب التذكارية، حتى تساعدهم في عبادة الله سبحانه وتعالى وهذا المدخل الذي استخدمه الشيطان حتى يقع بهم في الشرك، فلا يجوز عبادة أحد مع الله لأن هذا يعتبر من الشرك، ولا يجب الاستعانة ببعض التماثيل والصور للمساعدة في عبادة الله الواحد الأحد.

 

أسباب الشرك في قوم نوح:

هناك بعض الأسباب التي أدت إلى الشرك في قوم نوح، وهذه الأسباب تتلخص في الآتي:

  • حبهم الشديد للقوم الصالحين، مما جعلهم يقوموا ببناء المساجد في مكان قبورهم، وتصوير الصور التي تجسدهم حتى تساعدهم هذه الصور في عبادة الله عن طريق الأولياء الصالحين.
  • استغلال الشيطان لهذه الصور للوقوع بهم في الشرك.
  • تجاوز الحد في العبادات.
  • من الأسباب الأساسية التي أدت للشرك في قوم نوح، وهي تجاوز الحد في الاحترام والتقدير.
  • كان الجهل وترك الطاعات مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الطاعات التي أمر الله بها عباده الصالحين، سبب أساسي في وقوعهم الشرك.
  • تحول إحترام وتقدير القوم الصالحين إلى التقديس بهذه الصور الموضوعة عند قبورهم، كما ذكر في القرآن الكريم في قول الله تعالى: ” وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا” وكان هذا الغلو تجاوز الحد سبب في غلو كثير من الأمم بعد ذلك.
  • الطواف حول الأضرحة المبنية على القبور، وتقديم القرابين إليهم، وهذا من المحرمات التي لا تجوز، وقد حذر منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

من هم أوائل المشركين:

أوائل المشاركين كانوا من قوم نوح وقوم إبراهيم، وكل قوم منهم كان لهم طريقة في شركهم، فقد كان قوم نوح أصل شركهم من قبور الصالحين والتماثيل التي عبدوها، وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة الكواكب، بالإضافة إلى عبادة الجن، حيث كان الجن يأمرهم بالشرك وهم يلاقون إليه، كما جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى: (ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون).

قال ابن العباس رضي الله عنه: (أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا وحش شيطاني إلى قومهم انصبوا إلى مجالسهم التي كان يجلسون انصتوا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت)، وهذا يعني أن أول من سول إليهم الشرك هو الشيطان، فقد أوحى إليهم أن ينصبوا أنصاب في المكان الذين كانوا يجلسون به، وأن يطلق على هذه الأنصاب نفس اسماء الصالحين.

 

سفينة نوح:

عاقب الله سبحانه وتعالى من أشرك من قوم نوح، أنه أرسل عليهم الطوفان أغرق الأرض جميعاً، والذين نجوا من هذا الطوفان فقط سيدنا نوح ومن معه من الصالحين من كل مخلوق على الأرض زوج، سواء حيوانات أو نبات أو حشرات، وأمر الله سبحانه وتعالى السماء بأن لا تمتص الماء حتى يظهر اليابسة مرة أخرى.

فقد بلغت سفينة سيدنا نوح حوالي 80 ذراعا، في روايات أخرى قيل إنها بلغت 2000 ذراعاً، وحمل في هذه السفينة سيدنا نوح من كل حيوان زوجين، ومن كل حشرة ونبات زوجين، بالإضافة إلى أهله الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى ولم يقعوا في الشرك.

هذه السفينة كان ضخمة جدا، وقام بطلاء باطنها وظاهرها بمادة تسمى القار، هذه المادة مادة قوية جدا، وتم تقسيم هذه السفينة إلى 3 طوابق، عبارة عن الطابق الأول جمع فيه سيدنا نوح الحيوانات والوحوش، والطابق الثاني جمع فيه سيدنا نوح 80 شخصاً فقط، والطابق الأخير أي الثالث كان فيه الطيور.

لم يأخذ سيدنا نوح زوجته معه إلى للسفينة، فهى لم تكن من الذين آمنوا، ولكنه أخذ فقط من آمن بالله ولم يشرك معه أحد، ونجا سيدنا نوح ومن معه في السفينة من الصالحين من الماء الموجود في الأرض بأمر الله سبحانه وتعالى.

 

قد تحدثنا في مقال سابق حرف ومهن الانبياء ويمكنك الاطلاع عليها لمزيد من المعرفة .